الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

الإحتفال باالمولد النبوي

إن الاحتفال بالمولد ينبغي أن ينظر له من خمسة أوجه حقيقة ،الوجه الأول أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بهذا اليوم أبداً، و لم يثبت أبداً بل ولم ينقل ولا ضعيفاً أن النبي صلى الله عليه وسلم احتفل بهذا اليوم وكذا أصحابه أو بكر وعمرو عثمان وعلي والحسن والدولة الأموية الدولة العباسية لم ينقل عنهم شيء من ذلك أبداً وهم أحرص الناس على فعل الخير ولو كان خيراً لسبقونا إليه.
الأمر الثالث أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما تركت خيراً أو ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله والجنة إلا وأمرتكم به وما تركت شيئاً يباعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا وقد نهيتكم عنه وهذا ما أخبرنا به فلو كان خيراً لنبهنا إليه صلوات ربي وسلامه عليه 
الأمر الرابع أنه لا يعرف على اليقين متى ولد صلى الله عليه وسلم أبداً كل من يدعي أن النبي ولد في هذا اليوم ليس عنده دليل أبداً ولا يوجد أي دليل واختلف أهل العلم في ولادة النبي صلى الله عليه وسلم على سبعة أقوال أو ثمانية

لا يدرون متى ولد صلى الله عليه وسلم وإن كان الأكثر على أنه ولد في الثاني عشر من ربيع الأول لكن بدون دليل وإنما هكذا تناقله الناس لكن لا يثبت شيء أبداً لا يستطيع أحد أن يجزم أن هذا اليوم هو الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم هو الثاني عشر من ربيع الأول وأعظم هذه الأمور أنه بالإجماع أن الثاني عشر من ربيع الأول هو يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
فكأننا نحتفل بوفاته والعياذ بالله. بالتفاق أهل السير والحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي يوم الأثنين الثاني عشر من ربيع الأول ففي النهاية نحن نحتفل بموته والعياذ بالله هذا واقع الأمر أننا نحتفل بموته كأننا فرحانين بموت النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لا يجوز حقيقة الاحتفال وترك هذا هو الأصل 
والذي يريد أن يحتفل بالنبي صلى الله عليه وسلم ويحتفل به كل يوم كما في عيد الأم يجب أن يكون عيد أمك كل يوم ومن أراد أن يتكلم عن النبي صلى الله عليه وسلم فتكلم عنه كل يوم في كل أسبوع نتكلم عن النبي صلى الله عليه وسلم في كل شهر نتكلم عن النبي صلى الله عليه وسلم في كل سنة نتكلم عن النبي صلى الله عليه وسلم لا نخص يوما دون يوم ولا شهرا دون شهر فالقصد أنه يترك الاحتفال بهذا اليوم الله أعلمه.
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

الاحتفال بالمولد النبوي في العالم الإسلامي

تتنوع طرق الاحتفال بالمولد النبوي من دولة إلى أخرى، وتتسم كل دولة بعاداتها وتقاليدها الخاصة. من أبرز الدول التي تحتفل بهذه المناسبة:
مصر: يعتبر الاحتفال بالمولد النبوي في مصر من أقدم التقاليد، حيث تزين الشوارع والمساجد، وتقام مجالس الذكر والابتهالات الدينية. كذلك، يُعد "حلوى المولد" جزءًا أساسيًا من هذه الاحتفالات، حيث توزع على الأطفال والكبار.
المغرب: يشمل الاحتفال بالمولد النبوي في المغرب إقامة مجالس الذكر وحلقات الدروس الدينية التي تروي سيرة النبي. تُعد الزوايا الصوفية في المغرب من أبرز الأماكن التي تشهد احتفالات كبيرة بهذه المناسبة.
تركيا: في تركيا، يتم الاحتفال بالمولد النبوي بإقامة الصلاة الخاصة في المساجد الكبرى مثل مسجد السلطان أحمد وآيا صوفيا، ويتجمع المسلمون لسماع خطب تدور حول حياة النبي وتعاليمه.
دول الخليج: يحتفل المسلمون في دول الخليج بالمولد النبوي بشكل معتدل، حيث تقتصر الاحتفالات على قراءة السيرة النبوية وإقامة الدروس الدينية في المساجد، مع بعض العادات الشعبية مثل توزيع الحلويات.

الجدل حول الاحتفال بالمولد النبوي

رغم الشعبية الكبيرة للاحتفال بالمولد النبوي، إلا أن هناك جدلًا فقهيًا مستمرًا حول مدى جواز هذا الاحتفال في الإسلام. ينقسم العلماء إلى فريقين:
فريق يرى الاحتفال بدعة: يعتبر هذا الفريق أن الاحتفال بالمولد النبوي لم يكن موجودًا في عهد النبي محمد أو الصحابة، ولذلك يرونه بدعة دينية يجب تجنبها.

فريق يرى الاحتفال جائزًا: هذا الفريق يستند إلى أن الاحتفال بالمولد النبوي ليس بدعة ضارة، بل هو فرصة لتذكر النبي وسيرته، ويستشهدون بأحاديث نبوية تؤكد أهمية تذكر النبي في حياتنا اليومية.
دور الإعلام في إحياء المولد النبوي

يلعب الإعلام دورًا هامًا في نشر الوعي حول المولد النبوي وتعاليمه، حيث تُبث برامج دينية تتناول السيرة النبوية العطرة وتعرض قصصًا ملهمة عن حياة النبي. كما تنشر الصحف والمجلات مقالات ودراسات تتناول أهمية هذه المناسبة، ما يعزز الوعي الديني لدى الناس.

أهمية التربية النبوية في العصر الحديث

من خلال الاحتفال بالمولد النبوي، يمكن الاستفادة من دروس السيرة النبوية لتطوير المناهج التربوية في العصر الحديث. من أهم هذه الدروس:


التواضع والإحسان: النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان مثالًا في التواضع والإحسان للآخرين. يمكننا تطبيق هذه القيم في الحياة اليومية لتطوير مجتمع متماسك ومترابط.
العدل والمساواة: كان النبي يدعو دائمًا إلى العدل والمساواة بين الناس، بغض النظر عن أصولهم أو طبقاتهم الاجتماعية، وهذه القيم ضرورية لتعزيز روح العدالة في المجتمعات الحديثة.
التسامح وقبول الآخر: يجب أن نتعلم من النبي أهمية التسامح وقبول الاختلافات بين الناس، مما يعزز السلم الاجتماعي والتعايش بين الثقافات.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الأربعة

تباينت آراء علماء الدين حول جواز الاحتفال بالمولد النبوي، واختلفت المذاهب الأربعة في اعتبار هذا الاحتفال بدعة أم لا. وفيما يلي توضيح لموقف كل مذهب:

الاحتفال بالمولد النبوي في المذهب المالكي: لم يرد عن الإمام مالك رحمه الله أي قول بخصوص الاحتفال بالمولد النبوي، لأن الاحتفال به ظهر بعده في القرن الرابع الهجري. بينما أيد بعض العلماء المالكيين الاحتفال، رأت الغالبية أنه بدعة غير مستحبة.

الاحتفال بالمولد النبوي في المذهب الحنفي: لم يُنقل عن الإمام أبو حنيفة شيء يتعلق بالاحتفال بالمولد النبوي. وعمومًا، فإن الرأي السائد في المذهب الحنفي هو أن الاحتفال بدعة لا تستند إلى دليل من السنة النبوية أو فعل الخلفاء الراشدين.

الاحتفال بالمولد النبوي في المذهب الحنبلي: لم يذكر عن الإمام أحمد بن حنبل شيء محدد بشأن الاحتفال بالمولد النبوي. ومع ذلك، رأى بعض أتباع المذهب الحنبلي أن الهدف من الاحتفال هو التذكير وليس الاحتفال بالمعنى المبالغ فيه، ومع ذلك، يُفضل تجنبه والاكتفاء بذكر الله.

الاحتفال بالمولد النبوي في المذهب الشافعي: تبنى المذهب الشافعي نفس الموقف المالكي، حيث اعتبر الاحتفال بالمولد بدعة لا أصل لها في السنة النبوية أو القرآن الكريم، ولذلك ينصح بالابتعاد عنه والاكتفاء بذكر النبي صلى الله عليه وسلم.

في النهاية، لم تؤيد المذاهب الأربعة الاحتفال بالمولد النبوي بشكل صريح، حيث لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة أنهم احتفلوا بهذا اليوم، لذا يُفضل أن يركز المسلمون على ذكر الله والنبي بعيدًا عن الممارسات التي لا دليل شرعي عليها.

 هل يوجد حديث أن النبي  احتفل بيوم مولده

أحد الدعاة المشهورين يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين لأنه هو اليوم الذي ولد فيه وسمعت أيضا في أن هذا لا يستشهد به على الاحتفال بالمولد النبوي كيف التوفيق بين هذا الناس نعم وثبت في الحديث الصحيح أن الرسول عليه الصلاة والسلام سئل عن صيامه الأثنين فأخبر عليه الصلاة والسلام أنه يوم ترفع فيه الأعمال إلى الله وقال وذاك يوم ولدت فيه فهو يحبه عليه الصلاة والسلام فالحديث صريح فيما يشرع في يوم الأثنين وهو مشروعية الصيام لكن هاتوا لنا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم القولية أو الفعلية أنه كان يحتفل بيوم ولادة لا يوجد حديث واحد يعني منذ بعث عليه الصلاة والسلام ثلاثة وعشرين عاما يمر عليه يوم مولده هل احتفل مرة واحدة بيوم مولده هل أمر الناس بذلك

كلا، لا يوجد حديث واحد ولذا فان الناس بين أمرين كون الرسول عليه الصلاة والسلام لم يحتفل بيوم مولده عليه الصلاة والسلام ولم يأمر به أصحابه ما علمه بذلك لأنهم يعرفون أن النصارى يحتفلون بعيد ميلاد المسيح عليه الصلاة والسلام وهو عيد مبتدع ما أنزل الله به من سلطان 
لا تقول أنه لا يعرفون هذه الأعياد والموالد يعرفونها يعرفون النصارى يحتفلون لماذا لم يعني لو كان هذا مما يقرب إلى الله عز وجل وفيه مصلحة دينية لماذا لم يفعله الرسول عليه الصلاة والسلام لماذا لم يأمر به أمته فتركه له يلزم منه أحد أمرين الأول أن هذا غير مشروع ولا يقرب إلى الله عز وجل ولو كان كذلك لأمر به عليه الصلاة والسلام لفعله ولو فعله لنقل إلينا نقلا ظاهرا متواترا لأن هذا يعني يتكرر 23 عام لكنه لم يرد في حديث صحيح ولا ضعيف ولا موضوع

ولم يرد عن أحد من الصحابة ولا التابعين ولا تابعيهم لم يعرف إلا في القرن الخامس الهجري والذي ابتدعه مع الأسف ونشره في بلاد الإسلام هم الشيعة الفاطمية مع الأسف الشديد وهم أخذوه من النصارى يعني مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه 
وانتشرت هذه البدعة منذ القرن الخامس إلى اليوم مع الأسف في كثير من بلاد العالم الإسلام حتى يعني من البلاء العظيم وصل الحال بهؤلاء المحتفلين بيوم المولد النبوي أن من ينكر عليهم ويقول هذا من البدع المحدثة التي ما أذن الله عز وجل وشرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله وهي بدعة مردودة بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد يعني مردود عليه غير مقبول منه إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا بدع عظيمة وكثيرة يستحسنها الناس

وينكرون على من لم يفعلها ويشارك فيها أو ينكرها عليهم فما المخرج يا رسول الله عليه الصلاة والسلام ما هو الميزان حتى نعرف الحق من الباطل قال فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجد وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكان كل ما خطب عليه الصلاة والسلام يقول وإن شر الأمور محدثاتها شر الأمور شر البلية والمعاصي المحدثات والبدعة لأنها تغير الدين وكلما أحييت بدعة ميت سنة 
ثم إن ابتداء هذه البدعة والتعبد بها لله عز وجل فيه اتهام لله عز وجل بعدم العلم أو الحكمة أو اتهام للرسول عليه الصلاة والسلام بعدم البلاغ بما جاء به الله عز وجل يقول اليوم أكملت لكم دينكم وأكملت عليكم نعمتي وأنت تقول لا الدين ناقص لأنه لم يرد في الكتاب السنة الاحتفال بالمولد النبو تريد أن تكمل دين الله والعياذ بالله هو استدراك على الله وتقديم بين اداء الله ورسوله والله عز وجل نهى عن ذلك لا تقدم بين يدي الله ورسوله

واتهام لله عز وجل كما ذكرت والعياد بالله بأن كلامه غير صحيح لما قال اليوم أكملت لكم دينكم واتهام للنبي صلى الله عليه وسلم بعدم البلاء فكما قلت إما أنه شيء يعني لا يقرب إلى الله عز وجل وهو بدعة ولذلك تركه النبي صلى الله عليه وسلم يأمر به أو أنه عليه الصلاة والسلام علمه وعلم أنه يقرب إلى الله وكتمه وهذا اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بعدم البلاغ وهذا كفر إذا اتهمت النبي صلى الله عليه وسلم بكتمان الحق وعدم البلاغ

فهذا من الكفر لأنهم من أعظم الطاعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم بل في رب العزة سبحانه فنحن نسألهم باختصار سنة هؤلاء إذا يحتفلوا بهذا المولد هذا الاحتفال هل فعله النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر به الجواب قطعا لا أتحدى أن يأتوا بحديث موضوع في هذا المجال لا يوجد

حتى حديث ضعيف أو موضوع فيه طيب لم يفعله إذن عليه الصلاة والسلام ولم يأمر به ولم يفعله أصحابه ولا القرون الأربعة الأولى المفضلة طيب كونه لم يفعله ولم يأمر به لا يخلو من أحد أمرين إما أنه غير مشروع وأمر لا يحبه الله ولهذا لم يأمر به ولم يفعله النبي عليه الصلاة والسلام أو أنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام علم أنه يقرب إلى الله وهو أمر محمود فكتمه وهذا أقل من السابقين لأنه اتهام لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذي الكفر والعياذ بالله وهو كفر أيضا في حق من يزعم ذلك وأن النبي صلى الله عليه وسلم كتم العلم وكتم النبوة ولم يبلغ دين الله نسأل الله أن يهدينا سواء السن.

لماذا الصحابة لم يحتفلوا بمولد النبي؟

الصحابة لم يحتفلوا بمولد النبي صلى الله عليه وسلم  لعدة أسباب تاريخية وثقافية تتعلق بالفهم الديني والممارسات التي كانت متبعة في ذلك الوقت. إليك بعض هذه الأسباب:

غياب التشريع المباشر: لم يُشرع الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم  في زمن النبي نفسه أو في زمن الخلفاء الراشدين. لم يكن هناك دليل صريح من القرآن الكريم أو السنة النبوية يأمر المسلمين بالاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم .

اتباع نهج النبي ﷺ: الصحابة كانوا حريصين على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم  في كل تفاصيل حياتهم، وكانوا يسعون جاهدين لتجنب الابتداع في الدين. لم يكن الاحتفال بالمناسبات أو الأعياد التي لم تشرع من النبي صلى الله عليه وسلم  جزءًا من هذا النهج.

الأولوية للتطبيق العملي للسنة: الصحابة ركزوا على اتباع النبي ﷺ من خلال تطبيق تعاليمه وقيمه في حياتهم اليومية، مثل العبادات، الأخلاق، ونشر الإسلام. لم يكن لديهم تصور لإضافة احتفالات أو مناسبات دينية جديدة غير ما جاء به الإسلام.

عدم وجود الحاجة الثقافية أو الاجتماعية: في ذلك الوقت، لم تكن هناك عادة اجتماعية أو دينية للاحتفال بميلاد الأشخاص بشكل عام. الأعياد التي عرفها الصحابة هي تلك التي شُرعت في الإسلام، مثل عيد الفطر وعيد الأضحى.

التطور التاريخي للاحتفال: الاحتفال بالمولد النبوي ظهر في فترة لاحقة بعد عصر الصحابة، وبالتحديد في العصور الفاطمية في مصر في القرن الرابع الهجري. كانت هناك دوافع سياسية وثقافية وراء ظهور هذه العادة بين المسلمين.

إجمالاً، لم يحتفل الصحابة بمولد النبي ﷺ لأنهم كانوا ملتزمين بتطبيق ما جاء في الشريعة الإسلامية من عبادات وأعياد معروفة، ولم يروا في الاحتفال بمولده ضرورة دينية.

قول بن بازعن الاحتفال بالمولد النبوي 

يقول العلامة بن باز الاحتفال بالمولد النبوي يعد من الأمور غير المشروعة، حيث يُعتبر بدعة لم تكن معروفة في عهد النبي ﷺ أو أصحابه الكرام. وكذلك الحال بالنسبة للاحتفالات بالموالد الأخرى مثل مولد علي أو الحسين أو عبد القادر الجيلاني وغيرهم. هذه الاحتفالات لم تكن جزءًا من تعاليم الإسلام، والنبي ﷺ هو القدوة الحسنة والداعي لكل خير.

فقد بعثه الله بشيرًا ونذيرًا ليهدي الناس إلى الصراط المستقيم. قال الله تعالى عنه: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا" (سبأ: 28)، كما قال أيضًا: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ۝ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا" (الأحزاب: 45-46). ومع ذلك، لم يدع النبي ﷺ ولا أصحابه للاحتفال بمولده، ولم يكن هذا الفعل موجودًا في القرون الثلاثة الأولى المفضلة، حيث ظهر لاحقًا على يد بعض الفرق.

النبي ﷺ قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، كما كان يؤكد دائمًا في خطبه أن "خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة". ولذلك، الرأي الراجح هو أن الاحتفال بالمولد بدعة غير مشروعة، سواء كان ذلك مولد النبي ﷺ أو غيره. ما نفع الله به الأمة لم يكن من خلال مولده، بل من خلال بعثته وهدايته. فقد أرسل الله رسوله ﷺ في سن الأربعين نبيًا ورسولًا ليخرج الأمة من الظلمات إلى النور، وليس من خلال الاحتفال بمولده.

على المسلمين الاهتمام بتعاليم النبي ﷺ وسنته، وتدريسها في المدارس والمساجد، ونشرها عبر الوسائل المختلفة لكي يتعلم الناس دينهم. أما الاحتفالات بالمولد النبوي التي تقام كل عام وتشتمل على الأكل والشرب والذبائح والخطب، فلا أساس لها في الإسلام وتعد من البدع التي قد تقود إلى الشرك. نسأل الله السلامة والهداية.

تعليقات