قصة أصحاب الكهف
في عصر مضى كان هناك ملك كافر أمر أهل مدينته بعبادة الأصنام وذات يوم زار المدينة واحد من الشباب المؤمن بوحدانية الله ثم تعرف ذلك الشاب بعد ذلك إلى فتيان من المدينة فعلمهم التوحيد ودعاهم إلى الإيمان.فآمنوا بالله. اشتهرأمرهؤلاء الفتية المؤمنين، فرُفع أمرهم إلى الملك الكافر، وقيل له إنهم قد فارقوا دينك ، واستخفوا بما تعبد من أصنام. أتى الملك بهؤلاء الفتية إلى مجلسه وأمرهم بترك دينهم وهددهم بالقتل إن لم يفعلوا ذلك.
وأعطاهم مهلة للتفكير قبل تنفيذ تهديده. تشاور الفدية في الهروب بدينهم ثم استقر رأيهم على دخول كهف يعرفونه ، فهربو اليه وتبعهم كلب. كان لأحدهم، أحسن الفتية الظن بالله وتأكدوا أن الله تعالى سيمنع الأذى عنهم حتى وصلوا إلى الكهف.
وما هي إلا لحظات حتى ناموا على الأرض نوما عميقا من دون أن يغمضوا أعينهم. تعاقب ليل وراء نهار ومضى عام وراء عام والفتية راقدون ، كانت الشمس تطلع فلا تصيبهم بحرها.
فإذا طلعت مالت عن يمين كهفهم، وإذا غربت تمر عن شماله فلا تصيبهم في ابتداء النهار ولا في آخره، ولا تعطيهم إلا اليسير من شعاعها ، كما كانوا يقلبون يمينا وشمالا كي لا تأكل الأرض لحومهم.
ولما مضت ثلاثمائة وتسع من السنوات منذ نومهم في الكهف بعثهم الله تعالى من نومهم وهم لا يكادون يمسكون نفوسهم من الجوع وتساءلوا فيما بينهم. كم لبثنا ، فقال أحدهم لبثنا يوما أو بعض يوم ، وقال آخر الله أعلم بما لبثتم.
فلنبعث واحدا من اليأتي لنا بطعام وليكن حذرا ذكيا دخل إلى المدينة واحد من أهل الكهف ليشتري طعاما فدُهش من تغيير المعالم. وشكل الأبنية ثم مضى إلى بائع طعام. فلما أخرج دراهمه وأعطاها للتاجر استغرب من منظرها.
إذ كان عليها صورة الملك الكافر الذي مات منذ 300 سنة فاجتمع الناس من حوله وأخذوه إلى الملك المؤمن الذي سمع عن هذا الشخص من أجداده. فسأله عن خبره فحكى له ما جرى معه ومع أصحابه فسُر الملك بذلك.
وسار الملك مع أهل المدينة يرافقهم الفتى. فلما دنوا من الكهف قال لهم أنا أدخل عليهم لأن لا يفزعوا فدخل عليهم فأعلمهم الأمر وطمأنهم أن الملك الكافر قد مات وأن الملك الحالي مؤمن صالح .
فسروا بذلك وخرجوا إلى الملك وحيوه وحياهم ثم رجعوا إلى كهفهم أخذ الله أرواح الفدية، فاختلف أهل القرية فمنهم من دعى لإقامة بنيان على كهفهم ومنهم من طالب ببناء مسجد وغلبت الفئات الثانية.
القصة الثانية الرجل الفقير المسلم والغني الكافر
عاشا رجلان في قرية متصاحبين. أحدهما كان فقيرا ابتلاه الله بضيق ذات اليد وقلة الرزق والمال ولكنه أنعم عليه بأعظم نعمة وهي نعمة الإيمان واليقين والرضا بقدر الله سبحانه وتعالى: وابتغاء ما عند الله ، وهي نعم تفوق المال والمتاع.أما صاحبه الكافر فقد ابتلاه الله بأن بسط له الرزق ووسع عليه في الدنيا وآتاه الكثير من المال والمتاع ليختبره هل يطغى بما عنده أم يتواضع؟ وهل يشكر الخالق ام يكفر به؟ لقد أنعم الله سبحانه وتعالى عليه بأن جعل من أملاكه جنتين .
ويقصد بالجنة البستان أو المزرعة، وقد فجر الله عز وجل له نهرا، فكان يجري بين المزرعتين ورغم هذا الرزق كان الغني متكبرا على النعم ومغرورا فهو لا يحمد ربه ولا يشكره وينكر النعمة و يجهدها دائما.
كما كان لا يخرج صدقة لمحتاج أو يساعد فقيرا من الفقراء. أعجب الرجل الكافر بجنتيه ودخلهما وهو هو ظالم لنفسه كافر بربه متكبر على الآخرين، فقال عند دخوله إليهما أنهما مزعتان دائمتان ابديتان لن تهلك أبدا.
وليس هناك بعث ولا آخره ولا جنة غير هاتين الجنتين. ولاحظ صاحبه المؤمن الفقير الصابر غرور صاحبه و بطره. فدعاه إلى الإيمان بالله وشكره والاعتماد عليه وليس على مزرعتيه. وأن يقول عندما يدخل جنتيه ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
وحذره من عاصفة أو صاعقة تأتي عليهما. وتحرهقهما وتبيدهما بالكامل. ولكن الكافر المغرور رفض كلام وتحذير صاحبه المؤمن بالله وقال له أسكت أيها الفقير لا أريد منك نصحا فأنا لا أؤمن بوجود يوم الحساب والعقاب.
أجابه الرجل الفقير بهدوء وخشوع. اتكفر بالذي خلقك من تراب ورزقك وسواك. وأنعم عليك بكل هذه النعم. وفي صباح اليوم التالي خرج الغني إلى حديقتيه كعادته وعندما وصل اندهش من المنظر الذي رآه فقد وجد حديقتيه تحولتا إلى خراب كل الأوراق جفت والثمار تساقطت وماء النهر لم يعد موجودا لم يبقى شيء فيهما على حاله .
القصة الثالثة قصة موسى والرجل الصالح الخضر
اجتمع بنو إسرائيل بسيدنا موسى. فأعجب رجل بمواعظ موسى فسأله هل على الأرض من هو أعلم منك. فأجابه موسى أنا أعلم أهل الأرض. عاتب الله سيدنا موسى وأعلمه أن هناك من هو أعلم منه إنه العبد الصالح الموجود عند مجمع البحرين.وأمرموسى أن يذهب إليه ليتعلم منه. بدأ موسى الإعداد لتلك الرحلة وكان لديه غلام أمين وعند مجمع البحرين وجد موسى رجلا يشيع من وجه النور هدأ الحديث، سأله موسى هل أنت العبد الصالح فقال نعم.
طلب موسى من العبد الصالح أي أذن له بمصاحبته ليتعلم ، منه فقال له إن صاحبتني، فعليك أن تصبر ولا تسألني كثيرا حتى أخبرك بما يصعب عليك فهمه. وافق موسى على شروط العبد الصالح.
وبعد لحظات نظر إلى سفينة في البحر وطلب من أصحابها الركوب معهم فوافقوا. وقبل أن ترسو السفينة إلى الشاطئ، إذ بالعبد الصالح يمسك بقدوم ويضرب في جنب السفينة حتى خرقها خقرا يعيبها ولا يغرقها.
اندهش. موسى ولم يتمالك نفسه قائلا ماذا فعلت؟ إنهم قوم أكرمونا ولم يأخذوامنا أجرا أن يكون هذا رد الجميل. قال العبد الصالح ألم تعاهدني أنك ستصبر؟ اعتذر موسى و قال لا تؤاخذني إني نسيت و ستجدني إن شاء الله صابرا.
فسامحه العبد الصالح ثم واصلا السير واتجها إلى قرية وجدا فيها أولاد يلعبون، فتقدم العبد الصالح وأمسك بغلام وضغط بيده حول عنقه حتى مات، اندهش موسى ولم يتمالك نفسه ثانية وقال للعبد الصالح أتقتل نفسا دون ذنب.
نظر العبد الصالح إلى موسى وقال له معاتبا. أنت لن تستطيع الصبر على مقدرات علم الله. تأسف موسى وقال لن أسألك عن شيء بعد ذلك وإن سألتك فارقني؟ واستمرا في السير ووصلا إلى قرية طلبا من أهلها طعاما فرفضوا.
فصارا حتى وجدا جدارا به مهدوماا، فبنى العبد الصالح هذا الجدار. فتعجب موسي وقال كان بإمكانك أن تأخذ أجرا على بناءك لهذا الجدار. فقال العبد الصالح يا موسى إنك عاجز عن الصبر على ما رأيت فهذا فراق بيني وبينك.
و سأشرح لك ما صعب عليك فهمه. أولاً كانت السفينة ملكا لمساكين يعملون عليها ولكن ملك هذه البلاد أصدر أوامره بأخذ كل سفينة صالحة جميلة من أصحابها بالقوة فخرقتها لعيبها ولا يستولي عليها الملك.
ثانيا: الغلام كان ابن لأبوين مؤمنين صالحين وهذا الغلام سيكون في المستقبل كافرا يرهق أبويه فأراد الله له الموت يعوضهما ولدا آخر صالحا.
ثالثا: الجدار يا موسى كان لا اخوين يتيمين مات أبوهم الصالح منذ فترة وتحت هذا الجدار انزل للغلامي ولكن الله أراد أن يحفظ الكنز حتى يكبرا الغلامان ويستخرجاه. وهنا يا موسى نفترق ولكن قبل ذلك أقول لك إن كل ما فعلته إنما هو بأمر الله عز وجل وليس من عند نفسي.
قصة الرابعه ذوالقرنين
في قديم الزمان. كان هناك ملك أتاه الله الحكمة والعلم. وأفاض عليه بالعدل والإصلاح. إنه ذو القرنين وذات مرة كان معه جنده اتجه ناحية بلاد المغرب وعند مغرب الشمس توقف بجيشه.وفجأة وجد القرنين أقواما قد أحاطوا به انتظرذو القرنين قليلا ليتأمل أحوالهم فاتضح له أن هؤلاء القوم منهم. المؤمنون ومنهم الكافرون . رأى أذ والقرين استجابة من الغالبية فيهم فأعلن لهم دستوره الذي أصبح لهم نورا وعدلا.
فعملوا بما فيه فأصلح الله لهم أحوالهم عادي. بعدها عزم ذو القرنين النية على مواصلة السير أخذا بالأسباب ثم أتبع سببا وتجه بجيشه ناحية المشرق أقصى القارة الإفريقية. فوجد اناسا تطلع عليهم الشمس مباشرة بدون ساتر .
أي بدون أبنية ولا أشجار تقيهم من حر الشمس فدعاهم للإيمان وافهمهم قانونه فاسعدهم بدعوته وعاشوا في سعادة. وبعد انتهاء مهمة ذي قرنين في بلاد المغرب والمشرق، رأى ان يعود بجيشه إلى مقر حكمه في بلاد اليمن.
وأثناء سيره وصلت إليه أخبار عن بلاد مظلومة وهي بلاد بين السدين وعرف أنها تتعرض للغزو من قوم غرباء. قرر ذو القرنين أن يتوجه بجيشه لإنقاذ هؤلاء الناس، فوصل إليهم وواجد أن شعوب يأجوج ومأجوج الفاسدين المضلين يتسللون في كل يوم بمر تحت الجبل.
ثم يهجمو عليهم ويحدث فيها الدمار، وعندما رأى قوم بين السدين ذي القرنين طلبوا منه أن يقيم بينهم. وبين القوم المفسدين سداً يحميهم من غاراتهم وطلب منهم أن يجمع قطع الحديد المتناثرة في الصحراء، ثم وضع هذا الحديد في الممر أو السرداب الذي يعبر منه قوم يأجوج ومأجوج.
ثم أشعل النار وأخذوا ينفخون حتى انصهر الحديد. ثم صب عليه كميات من النحاس فتساوى والجبلين الذي كان بينهما الممر و وقف الجميع يشكرون ربهم ثم واصل رحلة العودة إلى بلاده وكله سعادة وفرح .