حكم صلاة العيدين
العلماء اختلفو صلاة العيدين وحكمها، فقال اكثرهم: هي فقط سنه، وآخرون قالو: هي واجبة، وهو لكن شيخ الإسلام محمد بن علي الشوكاني، رجح الوجوب وهوأقرب؛ لأنه تسقط بها صلاة الجمعة إذا اجتمعتا، ولا يُسقِط الواجب إلا واجب مثله، والوجوب خاص بالرجال، وأما النساء فتستحب الصلاة في حقهن فقط؛ فإن الجمعة غير واجبة عليهن وهذه من باب أولى.
يستحب في صلاة العيدين الخروج إلى الجبّانة للصلاة؛ فقد كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- يخرج إليها مع أن الصلاة في مسجده بألف صلاة، ويخرج لها الرجال والأطفال والنساء، حتى الحُيَّض يخرجن فيستمعن الخطبة ويقفن بآخر المصلى يشهدن الخير، ويجوز أن تُصلى صلاة العيد في المسجد للحاجة، ولمن لا يقوى على حضور الصلاة بالجبّانة.
✅ صلاة العيد ليس لها اذان ولا اقامة، ولا سنة قبلية ولا بعدية، ولكن من صلاها في المسجد فليركع ركعتين حين يدخل بنية تحية المسجد.
وقتها
وقتها يبدأ من طول الرمح عند شروق الشمس أي المترين اللذين يستطيع الراصد رؤيتهما ويمكن معرفة ذلك من الساعة. ساعة تليها الصلاة، ينتهي الوقت قبل الظهر (أي قبل الظهر بحوالي عشر دقائق)، ويستحب أن يكون متأخرا عن عيد الفطر حتى يمكن قضاء الفطر. ادفع لمن لم يدفع بعد.فإذا شعر الإمام بالاهتمام بذلك، كما لو تأخر الناس مثلاً، أو كان هناك مانع يؤخرهم، أو نحو ذلك، فإنه يطول الوقت، وللإمام - كما ذكرنا - أن يؤجل الصلاة إلى ما بعده. وقت البدء. ولا يجوز للمصلين خلفه أن يعترضوا عليه أو يزعجوه حتى الظهر، وكان ذلك من التحريضات ضد الإمام.
صفتها
هي ركعتان كسائرالصلوات، إلا أنه يستحب أن يكبرالأمام في الركعة الأولى سبع تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام وقبل قراءة الفاتحه، وخمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام من الركعة الأولى وقبل قراءة الفاتحه، ويرفع يديه الى حذو أذنيه في تكبيرة الإحرام فقط على الراجح، واستحب بعضهم الرفع في كل التكبيرات، والأمر في ذالك واسع إن شاء الله.ولم يتم ثبوت ذكر مخصص بين التكبيرات فيجوز للمصلي ألا يقول بينها شيئا، ولكن من أحب أن يذكر الله بشي بينها فلا بأس في ذالك ؛ فإن الصلاة دعاء وذكر وقرآن، وقد ثبت عن بعض الصحابة ذلك، وليقل ذلك جهراً أسراً.
= إذا نسى الشخص التكبيرات أو بعضها فلا شيء عليه، وصلاته صحيحة.
يستحب للإمام أن يقرأ في الركعة الأولى جهرا بعد الفاتحة: (سبح اسم ربك الأعلى)، وفي الثانية: (هل أتاك حديث الغاشية)، أو يقرأ ما تيسر له من القرآن غيرهما.
يخطب الإمام خطبتين (كما هو مذهب جماهير الفقهاء ومنهم الأئمة الأربعة) بعد الصلاة، يعظ الناس فيها، ويذكرهم بالله، ويحثهم على صلة الارحام؛والعطف على الأيتام والمحتاجين، وتفقد الجيران من الفقراء والمحتاجين، ويخص النساء بجزء منها، ولا ينبغي له إثارة ما فيه خصام أو نزاع بل يجمع كلمة المسلمين في يوم عيدهم على المتفق عليه.
ولو كبّر الخطيب بعد الحمد في الخطبة الأولى تسعا، وفي الثانية بعد الحمد سبعا فأمر حسن كما نص على ذلك أهل العلم-، ويستحب للمصلين الجلوس لاستماع الخطبة.
✅ من فاتته الصلاة مع الإمام فله أن يقضيها جماعة مع أناس متأخرين مثله.
✅ من فاتته ركعة واحدة مع الإمام فليقم لأدائها بعد سلام الإمام، ويكبر فيها سبع تكبيرات بعد تكبيرة القيام؛ فإن ما يفعله المسبوق بعد سلام الإمام قضاء لما فاته على الراجح.
✅ في عيد الفطر يستحب الإكثار من التكبير بكل وقت، ابتداء من غروب شمس آخر يوم في رمضان وحتى يبدأ الإمام في صلاة العيد، وخاصة في الطريق إلى المصلى، وأثناء جلوسهم في المصلى لانتطار الصلاة.
وأما عيد الأضحى فيختص بالتكبير المقيد وهو الذي يكون بعد الصلوات المفروضة، ويبدأ من بعد صلاة الفجر يوم عرفة (9 ذو الحجة)، وينتهي بعد صلاة العصر في آخر يوم من أيام التشريق (رابع العيد)، ويستحب أيضا الإكثار من التكبير في كل وقت، وقد سبق تفصيل الكلام حول هذا في منشور التكبير_المطلق_والمقيد_في_أيام_ذي_الحجة
يسن في العيد
- الفطر بعد أذان الفجر وقبل الخروج إلى الصلاة في عيد الفطر بتمرات أو بغيرها، وأما في عيد الأضحى فالسنة ألا يفطر حتى يعود من الصلاة فيأكل من أضحيته أو من غيرها.
- الذهاب إلى الصلاة من طريق والعودة من طريق آخر، وتحرّي المشي وعدم الركوب لمن استطاع.
- الاغتسال من بعد نصف الليل، والتجمّل، والتطيّب، ولبس الجديد أو النظيف من الثياب.
- صلة الأرحام، والمصافحة، والتهنئة بأي لفظ معتاد، وتفقد المحتاجين، والإصلاح بين المتخاصمين.
- اللهو والفسحة بما يجوز من المباحات، وإدخال السرور على الأهل والأولاد، والتوسيع عليهم بما يستطيع.
أهمية وفوائد صلاة العيدين
التقرب إلى الله: صلاة العيد هي فرصة للتقرب إلى الله من خلال أداء عبادة خاصة تجمع المسلمين في وقت واحد ومكان واحد.
التآلف الاجتماعي: تجمع صلاة العيد المسلمين من مختلف الأعمار والخلفيات في مكان واحد، مما يعزز الروابط الاجتماعية ويقوي مشاعر الوحدة والأخوة بينهم.
الفرح والسرور: العيد هو وقت للفرح والاحتفال بعد فترة من العبادة والصيام (في عيد الفطر) أو بعد أداء فريضة الحج (في عيد الأضحى). يُعطى المسلمون فرصة للتعبير عن فرحتهم وسعادتهم.
التكافل الاجتماعي: العيد يُشجع على التضامن الاجتماعي من خلال التصدق والزكاة، حيث يتوجب على المسلمين إعطاء زكاة الفطر في عيد الفطر وتوزيع الأضاحي على الفقراء والمحتاجين في عيد الأضحى.
التطهير الروحي: تعتبر صلاة العيد وسيلة لتطهير الروح وتكفير الذنوب، كما أنها تذكر المسلمين بضرورة الاستمرار في العبادة والابتعاد عن المعاصي.
التقوية الإيمانية: تذكّر صلاة العيد المسلمين بقيم الإيمان والطاعة والامتنان لله على نعمه.
خلاصة
صلاة العيد ليست مجرد طقس ديني، بل هي فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية، ونشر الفرح، والتقرب إلى الله، والتأكيد على قيم التضامن والتكافل الاجتماعي بين المسلمين.
بقلم الدكتو: يوسف الرخمي